القيادة التحويلية- محفز للإنتاجية والإبداع، ورؤية السعودية 2030 نموذجًا

المؤلف: عبدالله بن رابح الشريف09.07.2025
القيادة التحويلية- محفز للإنتاجية والإبداع، ورؤية السعودية 2030 نموذجًا

باتت القيادة محط اهتمام أصحاب القرار ورواد الأعمال، فالقائد المُلهم هو من يُضفي حيوية ويُشعل الحماس ويُحدث نقلة نوعية في أداء العاملين، دافعاً إياهم نحو مستويات إنتاجية رفيعة.

لا يخفى على أحد أن العنصر البشري يمثل الركيزة الأساسية في أي منظومة عمل، فهو الكفيل بفهم المتغيرات المحيطة والتفاعل معها بإيجابية، وهو ما يتطلب نمطاً قيادياً فريداً لا يرتكز على إصدار التعليمات فحسب، بل يتمحور حول قدرة القائد الفذة على كسب ود واحترام العاملين، واحتضان المبدعين منهم وتشجيع أفكارهم الخلاقة، الأمر الذي يُفضي إلى استدامة التفوق والابتكار، وهو من أهم المحفزات التي تدفع إلى العناية به لضمان الصمود والاستمرار في المنافسة النزيهة، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف الميادين.

يهدف هذا الأسلوب القيادي إلى إحداث تغيير جوهري على صعيد الفرد والمجموعة والمؤسسة، وذلك من خلال إذكاء دوافعهم لتحقيق أهداف تتجاوز المصالح الذاتية، والعمل بتفانٍ لتحقيق رؤية ورسالة مشتركة بعيدة المدى، مما يترجم إلى أداء استثنائي يفوق كل التوقعات.

هذا ما عايشناه ولمسناه بأعيننا في ربوع وطننا الغالي منذ انطلاق رؤية 2030 المباركة، بقيادة ملهمنا وقدوتنا الأمير محمد بن سلمان، الذي يمثل النموذج الأسمى والأمثل على أرض الواقع، حيث قاد مسيرة التحول الوطني في المملكة العربية السعودية بكفاءة واقتدار قل نظيرهما، وخير دليل على ذلك هو النجاح الباهر الذي حققه موسم الحج لهذا العام، والذي فاق كل التصورات والتوقعات، وذلك من خلال انتقاء ذوي الخبرات والكفاءات العملية والقدرات العلمية المتميزة من القيادات الشابة الواعدة من أبناء وبنات الوطن، والعمل على صقل مهاراتهم وتطويرها، ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تنسجم مع التحولات العالمية الراهنة، مع التركيز على التأثير الإيجابي والتحفيز الملهم والدعم اللامحدود لقدراتهم الإبداعية، فهو القائد والقدوة الحسنة الذي غرس في نفوس أتباعه الاعتزاز به وبقدراته وإرادته القوية، والتزامه الراسخ بالقيم النبيلة، وتبنيه للرؤية المشتركة للمستقبل، ووضع الأهداف الطموحة لإلهام وتحفيز مواطنيه، وقاد التغيير بثقة واقتدار.

عندما يغدو سلوك القائد مثالاً يحتذى به، فإنه يعزز مشاعر الثقة والتبجيل في نفوس الآخرين، وعندما يتبع أساليب التأثير الفعالة، فإنه ينجح في إضفاء معنى وقيمة لما يقومون به، ويحفزهم على تطوير رؤيتهم المشتركة وتعزيز قدراتهم على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات، ويفوض المهام لكل شخص وفقاً لإمكاناته، ويقدم له الدعم والإسناد اللازمين، ويكون له خير عون وسند.

وها هو موسم الحج لعام 1446هـ قد أسفر عن نتائج باهرة وغير مسبوقة، بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة التي آمنت بواجبها المقدس تجاه الحرمين الشريفين وخدمة جموع الحجاج والمعتمرين.

فولي العهد الأمين، الذي يعمل بكل إخلاص وتفانٍ، كان ولا يزال الداعم الأول لكل نجاح يحققه أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، وكل من تابع عن كثب أو عن بعد، وفي شتى بقاع الأرض، الجهود الجبارة والمضنية التي تبذل لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين، يدرك تمام الإدراك أننا أمام نسخة استثنائية من الحج لم نشهد لها مثيلاً في الأعوام السابقة، نسخة ناجحة بكل المقاييس والمعايير، وذلك بفضل من الله وتوفيقه، وبفضل القيادة الحكيمة التي سخرت للعاملين والقائمين على خدمة الحجاج كل الإمكانات المتاحة، مما مكنهم من تقديم خدماتهم على أكمل وجه وأتمه.

إننا أمام نموذج قيادي تحويلي ناجح بكل المقاييس، نموذج جدير بأن يدرس للأجيال القادمة، ومن واجبنا أن ندعمه ونؤازره ونسير خلفه وندعو له بالتوفيق والسداد.

فشكراً من القلب لهذا القائد الفذ الذي أحدث نقلة نوعية في الشرق والغرب، ورفع راية الوطن عالياً بين الأمم، وأدى واجبه على أكمل وجه، وهو فخر لنا جميعاً، وشكراً جزيلاً لكل أبطال الوطن المخلصين.

تقبل الله من حجاج بيته حجهم، وأعادهم إلى ديارهم سالمين غانمين مأجورين.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة